تميم البرغوثي | مع تميم - مقام له قبتان



YouTube Video Link :
https://youtu.be/uO_DwEsn9RE
Via YouTube Channel : AboutURL لمتابعة مع تميم http://www.youtube.com/c/AJplussaha تميم البرغوثي | مع تميم - مقام له قبتان  في بلدنا، أعني دير غسانة، في جبال بني زيد إلى الشمال الغربي من رام الله بفلسطين، مقام له قبتان لولي من أولياء الله يدعى الخواص، والروايات فيه تختلف، فاسمه يطابق صوفيَّيْن من العراق ومن مصر، ولكن بعض أهل البلد يقول إنه أتى من هذه الأخيرة، في زمن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، وإنه كان من المجاهدين معه وبنى لنفسه صومعة على أعلى قمة في البلد ليتعبد فيها كناسك، ولكي يراقب منها تحركات الصليبيين في الساحل كمجاهد. لا يوجد على حد علمي بين أيدينا وثيقة تاريخية تؤكد هذه الرواية، ولكن مقام الخوّاص الباقي إلى اليوم يسمح موقعه الجبلي العالي للواقف عنده أن يرى الساحل الفلسطيني قريباً من يافا. وقد دخلتُ المقام فوجدت جدرانه مليئة بشعارات التنظيمات الفلسطينية التي ينتمي إليها شباب القرية حيث كانوا في الانتفاضة الأولى يعتصمون به إذا داهمها جنود الاحتلال. ويروي أهل البلد كذلك أن الخوّاص بنى صومعته بقبة واحدة ثم نام، وتنبه من نومه وقد بنت له الملائكة القبة الثانية. ويروي عمي عن جدته أنها كانت تقسم بحقه فتقول: "لا وحق الخوَّاص اللي نام بقبة وصبَّح بقبتين" ••• إن مؤرخي الفترة الأيوبية يروون أن قبائل عدة من العرب تطوعوا للقتال مع صلاح الدين ضد الحملة الصليبية الثالثة، ويبدو أن بعض هؤلاء جاء من المشرق وأن بعضهم أتى من المغرب حين طلب ابن أيوب من خليفة الموحدين المنصور بالله يوسف بن يعقوب بن عبد المؤمن أن يعينه على الإفرنج. لم يرسل ابن عبد المؤمنِ الأمداد، ولكن عرباً خرجوا من بلاده إلى المشرق يقصدون الجهاد. فلما انهزم الإفرنج، أقطع صلاح الدين 19 قرية في هذه الجبال لبني زيد، وهم قوم من العرب الذين قاتلوا معه، وعشيرتنا منهم، فسميت الجبال باسمهم إلى اليوم. وأهل بلدنا من بني زيد يرجعون نسبهم إلى عمر بن الخطاب، فهم قرشيون من عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، ويروون أنهم ظلوا في الحجاز حتى أوائل العهد الأموي، ثم انحازوا لعبد الله بن الزبير بن العوام ضد عبد الملك بن مروان فخرجوا بعد مقتله من الحجاز إلى مصر، وقد كانت في ولاية عبد العزيز بن مروان أخي عبد الملك، لأنه كان ألينَ جانباً منه، ثم رحلوا من مصر إلى تونس في عهد الشدة أيام أبي تميم معد بن علي المستنصر بالله الفاطمي مغرِّبين مع القبائل العربية الأخرى التي غزت القيروان، ثم عادوا من تونس إلى المشرق في عهد صلاح الدين كما روينا، ونزلوا الشوبك في الأردن، ثم أسكنهم صلاح الدين هذه الجبال التي سميت باسمهم. كما يروي أهل البلد أن صلاح الدين أسند إليهم حراسة باب من أبواب القدس يدعى باب الداعية، وأنهم كانوا لفترة جباة وقف الصخرة المشرفة في الحرم القدسي، وأن السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس وسّع إقطاعهم من 19 قرية إلى 48 قرية وضم إليهم حكم قلعة مجدل يافا على طريق الرملة، وهي المسماة اليوم مجدل الصادق، فلما ملك بنو عثمان البلاد، أبقوا أمراءها كما كانوا على زمان المماليك، والثابت والموثق عندنا أن بني زيد ظلوا أمراء المنطقة وحكامها حتى أواخر العصر العثماني، إقطاعاتهم الجبلية في المناطق الممتدة بين نابلس والقدس، وإقطاعاتهم الساحلية في جوار يافا. وفي أيدينا اليوم وثيقة عمرها ثلاثة قرون، هي رسالة كتبها الرحالة الصوفي مصطفى البكري الصديقي الدمشقي الخلوتي المولود عام 1687 عن رحلة قام بها في جنوب الشام أواخر صيف عام 1728، يذكر فيها القرى الفلسطينية التي مر بها من الشمال إلى الجنوب ومنها دير غسانة التي يسميها دير غسان. يقول: "وولجنا نابُلُسَ المحروسةَ الطلوِ والدور، وأقمنا ثلاثة أيام أنسها يمور فلا يغور، وأتينا (جامعين) ونزلنا المَحلة الفوقية، ومنها عمدنا (الزاوية) ونزلنا منها إلى دير غسان لإلحاح الإخوان بها، ووقفنا على تلك الآثار وأهلها المقيمون فيها الآن يلقبون بالبراغثة، وهم مشايخ بني زيد وجباة وقف الصخرة والخليل وتلك الأوطان، لكنهم بقلة الحكم وضعف ولاة الزمان جبوا لأنفسهم" يقصد أن ضعف السلطة المركزية سمح لهم بدرجة من الاستقلال بحيث أنهم جبوا الضرائب لأنفسهم لا للباب العالي. أتذكر هذه القصة من عمر بن الخطاب إلى صلاح الدين إلى ذلك الرحالة الصوفي إلى شعارات الفدائيين داخل مقام الخواص، كلما صاح بي أحد، أنت فلسطيني فابق في شأنك ولا شأن لك بمصر أو بهذا البلد أو ذاك ونحن لا شأن لنا بفلسطين. يا سادة، أنا، وأنتم لو تعلمون، من أناس هذه بلادهم وهذه أنسابهم، أو هذه هي صورتهم عن أنفسهم على الأقل، خرجوا من الحجاز إلى مصر إلى تونس إلى الأردن إلى فلسطين، عاشوا في الحجاز حتى عهد عبد الملك وفي مصر من عهد عبد العزيز بن مروان إلى عهد المستنصر وفي تونس والمغرب من عهد المستنصر إلى عهد الموحدين وفي فلسطين من عهد صلاح الدين إلى يوم الناس هذا، فتراب هذه البلاد كلها من أجساد أجدادهم، فهل تظنون من الممكن لمثلي أن يعترف بهذه الخطوط الملونة التي رسمها الغزاة على الخرائط وألفتم لها الأغانيَ الركيكة وسميتموها أناشيد وطنية، ووضعتم حولها أسلاكاً شائكة وضباط جوازات برتب وأختام ورفعتم عليها قماشاً ملوناً وسميتموها دولاً؟ كلما لقيت وجوه هؤلاء، تذكرت قبة الخواص، والقباب المتتالية في شارع المعز لدين الله الفاطمي كالقوافي، والقباب التي في القيروان، لا تعرف أي القبابين الصوت وأيهما الصدى، وتذكرت أن أحد أجدادي لا بد كان يمشي في شارع المعز قبل المستنصر، ثم ورد على تونس ثم عاد ليسكن ذلك الجبل العاليَ في فلسطين، القصيدةَ المبنيةَ أبياتُها من حجر وأعشاب، وقبة بناها الناس، وأخرى يقول الناس إن الملائكة بنوها، تملؤها كتابات الفدائيين. هذه بلادنا، هذا مَقامنا ومُقامنا، ولا جوازات سفركم ولا أختام حدودكم ولا رتب جنرالاتكم ولا دبابات حلفائكم الأباطرة.. تقدر أن تغير هذه الحقيقة. #مع_تميم Tamim Al-Barghouti لمتابعتنا على https://twitter.com/ajplusarabi https://ift.tt/1PxlFsD موقعنا: http://ajplus.net/arabi

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة